الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الخلفاوي وبن تيشة والوريمي ضمن المتهمين: الولاءات والـمحاباة وشبهات أصحاب السوابق «تشلّ» حركـة الـمـعتمديــن

نشر في  21 أكتوبر 2015  (11:35)

أثارت حركة المعتمدين المعلن عنها مؤخرا من قبل وزارة الداخلية ردود أفعال عديدة، خاصة من ناحية المقاييس التي تم اعتمادها في هذه النقل، كما بادر عدد من أحزاب الائتلاف الحاكم بالاتصال برئيس الحكومة ووزير الداخلية للتعبير عن عدم رضائهم عن هذه التسميات التي لم تتوفر فيها المعايير والمقاييس المتفق عليها .   
ويذكر أن حركة المعتمدين لسنة 2015 شهدت إقالة 73 معتمدا بكل من ولايات تونس وأريانة وبن عروس ومنوبة وبنزرت وباجة وجندوبة والكاف وسليانة والقصرين وسيدي بوزيد والقيروان والمنستير وسوسة.
كما تمت نقلة 22 معتمدا بولايات تونس وبن عروس ومنوبة وبنزرت وباجة وجندوبة والكاف وسليانة والقيروان والمنستير وسوسة.
وتمّ تكليف 80 معتمدا بولايات تونس وأريانة وبن عروس ومنوبة وبنزرت وباجة وجندوبة والكاف وسليانة والقصرين وسيدي بوزيد وتطاوين ومدنين وقابس والقيروان والمهدية والمنستير وسوسة وزغوان ونابل.

غياب الحياد والكفاءة من أبرز الاتهامات التي لاحقت حركة المعتمدين، كما لم يفت البعض التشكيك في المستوى الثقافي والأخلاقي لبعض المعتمدين، وبطبيعة الحال لم تخل الاتهامات من ذكر الماضي التجمعي النوفمبري لهذا المعتمد أو ذاك .  

كفاءة أم محاباة؟

راجت أخبار عن تعيين شقيق أرملة الشهيد شكري بلعيد بسمة الخلفاوي معتمدا أوّل بولاية تونس، وهو ما أثار عديد التساؤلات ونقاط الاستفهام. ومن جهتها لم تنف بسمة الخلفاوي هذا الخبر حيث أكدت أنه تم تعيين شقيقها عبد العزيز معتمدا عن ولاية تطاوين بعد الثورة ليطرد بعد عامين من العمل هناك وتحديدا اثر عملية اغتيال شكري بلعيد، وذكرت الخلفاوي أن ربط هذه المسألة بإغتيال بلعيد هو ربط خبيث، كما أشارت الى أن شقيقها قدم ملفه في الغرض وقبل مؤخرا في منصب معتمد نافية وجود أي تدخل من طرفها لتعيينه في ذات المنصب.
الأخبار الخاصة بحركة المعتمدين لم تقف عند حد شقيق بسمة الخلفاوي بل طالت أيضا القيادي بنداء تونس نورالدين بن تيشة حيث أكد البعض أنه تم تعيين شقيقه اسكندر بن تيشة معتمدا في القيروان الشمالية، وهو ما لم ينفه بن تيشة لأخبار الجمهورية حيث أفادنا أن شقيقه اسكندر هو عضو بالمجلس الوطني لنداء تونس منذ سنة 2013 ومنخرط بالحزب منذ سنة 2012، مبينا أن اسمه كان ضمن القائمة التي سلمها الحزب وأنه لم يكن له أي تدخل في تسميته، وأفادنا بن تيشة أن شقيقه البالغ من العمر 31 سنة هو موظف بالشركة التونسية بالبنك وله خبرة واسعة في التسيير الجمعياتي حيث سبق له أن ترأس فرع كرة اليد بالنجم الرياضي الساحلي كما عين كرئيس بعثة النجم ضمن فعاليات كأس افريقيا للنوادي البطلة 2012، وأشار محدثنا إلى أن لشقيقه من الكفاءة ما يخوله ادارة هذا المنصب بعيدا عن لغة الولاءات.
من جهة أخرى استغرب بن تيشة من تسمية 30 معتمدا فقط من قائمة حزب نداء تونس والحال أن الحزب تقدم بقائمة تضم أكثر من 80 اسما، وذكر أن من حق نداء تونس أن يكون الاكثر تمثيلا.
ولئن عبر القيادي في حركة النهضة  العجمي الوريمي عن استيائه من استبعاد عدد كبير من المعتمدين الذين تم تعيينهم من الترويكا، وتأكيده في تصريحات اعلامية أن استياء الحركة لم يكن بسبب حصولها على عدد قليل جدا من المناصب بل  بسبب الاختيارات التي لم تستند على معايير الكفاءة والخبرة ونظافة اليد إذ كان أغلبهم من النظام السابق، ووجوها من التجمع المنحل، فان الوريمي نسي أن يذكر في تصريحاته الاعلامية أنه تم تعيين شقيقه محمد الوريمي كمعتمد على نابل

غضب الائتلاف الحاكم

رغم أن  حزب نداء تونس كان له نصيب الأسد من التعيينات (أكثر من 30 معتمدا) فانه لم يخف تذمره من عدم تمثيله كما يجب باعتباره الحزب المالك للأغلبية الانتخابية وهو ما نقله محسن مرزوق الى رئيس الحكومة خلال لقائه به، من جهتها ولئن لم تعبر حركة النهضة عن موقفها صراحة خاصة وانها لن تظفر سوى ب3 تعيينات فان بعض قيادييها عبروا عن امتعاضهم واكدوا ان مقاييس التعيين لم تكن واضحة كما  أكدت الحركة عزمها توجيه سؤال للحكومة بخصوص التخلي عن عدد من المعتمدين الذي تم تعيينهم من الترويكا والتكنوقراط.
من جهته رأى المكتب السياسي لحزب آفاق تونس ان التعيينات الأخيرة لم تلتزم بالشروط والمقاييس التي تم الاتفاق عليها وهو ما دفع باعضاء الحزب الى رفع الأمر الى رئيس الحكومة خاصة وان نصيبهم من التعيينات لم يتجاوز المعتمد الواحد   رغم تأكيد الناطق الرسمي للحزب بأن مشكلة آفاق تونس ليس في عدم تحصله على حصته من التعيينات بل في عدم توفر الشروط المتفق عليها في عدد من المعتمدين على غرار المستوى العلمي، وهنا نذكر بأن آفاق تونس لم يتحصل خلال الانتخابات الأخير سوى على 130 ألف صوت.  
الاتحاد الوطني الحرّ  تحصل بدوره على منصب وحيد وهو ما دفع  بنائب رئيس الحزب محسن حسن بالاتصال  بوزير الداخلية ناجم الغرسلي ليحتج على اقصاء الاتحاد من الحركة الاخيرة للمعتمدين رغم كونه شريكا في الحكم.
كما رأى الاتحاد الوطني الحر أن اقصاء الحزب من كل التعيينات تقريبا أصبح مبعث قلق.

أصحاب سوابق ومنحرفون

حملة التشكيك لم تقف عند المحاباة والمستوى التعليمي والثقافي بل هناك من أكد وجود أصحاب سوابق ومنحرفين في قائمة المعتمدين، حيث ذكر القيادي في حراك شعب المواطنين عدنان منصر أنه يعرف من بين المعتمدين من هو منحرف في حيّه ولم يتجاوز مستواه التعليمي الخامسة ثانوي .
كما أكدت بعض المصادر أن معتمد باب سويقة الجديد من اصحاب السوابق العدلية، حيث تورط سابقا في قضية تدليس وثائق.

البرنس وحارس مأوى السيارات

ويذكر أن أخبارا راجت عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفيد أن من بين المعتمدين الذين وقعت تسميتهم يوجد حارس لمأوى سيارات ويدعى أنيس العوجي ومستواه التعليمي سادسة ابتدائي وعين معتمدا أول بولاية منوبة، من جهتنا تمكنا من معرفة أن أنيس العوجي هو  موظف في ديوان الموانئ الجوية، وأن الصورة التي تم نشرها على صفحات التواصل الاجتماعي هي مجرد تشابه لا غير، لكن وفي المقابل علمنا أن هذا الأخير شغل قبل الثورة خطة كاتب عام التجمع المنحل بالوردية.
اما بخصوص تعيين مروان البرنس المنسق العام للرابطة الوطنية لحماية الوطن والمواطن معتمد في القيروان، فقد نفت  ادارة ولاية القيروان في بلاغ صادر عنها ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي حول تعيين «البرنس» معتمدا بالقيروان الشمالية.

ولاءات ومحاصصة حزبية

من جهته أكد حمة الهمامي أن المعايير الأساسية لم تعتمد الكفاءة بقدر ما اعتمدت معيار الولاء بما من شأنه أن يعطل مسار تونس نحو التقدم ويكرّس نفس النمط السياسي القديم الذى شجع على الفساد.
أمّا المشرف على المرصد الاجتماعي التونسي عبد الستار السحباني فذكر أن التعيينات الأخيرة في سلك المعتمدين خضعت إلى المحاصصة الحزبية، وتنبأ السحباني بتحركات احتجاجية كبيرة على خلفية هذه التعيينات  
مطالبا الحكومة بنشر السير الذاتية لكل معتمد تم تعيينه مؤخرا.

عمار عمروسية: تونس تقتل بنار التسميات والتعيينات

وفي تصريح لأخبار الجمهورية ذكر نائب الجبهة الشعبية عمار عمروسية أن حركة المعتمدين الأخيرة  أكدت  العودة القوية لرجالات حكم العهد البائد، مضيفا أن هناك ممن وقعت تسميتهم اليوم من تم عزله بعد الثورة وهناك من حوكم في قضايا تتعلق بالاستيلاء على المال العام .
وافادنا محدثنا أن التعيينات لم تحترم شرط الكفاءة بل المكافآت، مشيرا الى أن البعض ممن وقع تسميتهم ساهموا في وقت سابق في الانتخابات التشريعية والرئاسية واليوم يقع التعويل عليهم مجددا لحشد الناخبين في الانتخابات البلدية والتحكم في النتائج.
وذكر عمروسية أن طريقة التعيين وادارة شؤون البلاد تنذر بالخراب على حدّ تعبيره، حيث بين أن الكفاءة غيّبت لتحل محلها المكافأة، كما نفى محدثنا ما جاء على لسان رئيس الحكومة ووزير الداخلية من كون من وقع تعيينهم يشتغلون في الادارة التونسية مؤكدا أن هناك من لم يشتغل يوما .
ومن بين نقاط ضعف هذه التعيينات ذكر عمار عمروسية المستوى التعليمي المنحط لبعض المعينين وأسرّ لنا بأن هناك من عيّن معتمدا لأنه مرتبط رأسا بوزير الداخلية.
وختم بقوله: «باختصار، على هذه الشاكلة اؤكد أن تونس تقتل بنار باردة وهي نار التسميات والتعيينات والمكافآت».    

تـــــــــدارك

أكد  كاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالشؤون المحلية الهادي مجدوب في تصريحات صحفية أن الحركة الأخيرة للمعتمدين لم تشمل جميع الولايات و إنما هي حركة أولية ستتبعها حركة أخرى تشمل بقية الولايات التي لم تشهد تغييرات وذكر انه سيتم العمل على تدارك عدم التوازن والنقائص ان وجدت في الحركة المقبلة الخاصة ببقية الولايات.

اعداد: سناء الماجري